TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رؤساء الجامعات يجتمعون و"يُنكرون"... والأساتذة "المتميزون" يؤكدون "سوء" التعليم العالي
01/07/2014 - 2:15pm

طلبه نيوز
إبراهيم العظامات
"التعليم العام في المنطقة العربية انهار تماماً، بعدما كان عنوانا أساسيا لمعركة النهوض الوطني والاجتماعي وركناً من أركانها. وهذا الانهيار ليس عرضياً، بل جرى تقصده، حيث تقف المنطقة العربية في أسفل كل البيانات الخاصة بالتعليم في العالم". هذا ما قالته صحيفة السفير البيروتية التي اعتبرت موضوع التعليم "قضية عربية كبرى".
وهذا أيضا ما أجمع عليه أربع من ألمع أساتذة الجامعة الأردنية - وربما الجامعات الأردنية - على أن واقع التعليم العالي في الأردن "سيء" وأن "الجامعات الأردنية فشلت في إنتاج جيل من الباحثين" كما الجامعات العربية. مُؤكدين أن الجامعات الأردنية (تتوسل) التصانيف العالمية (الضعيفة) التي لا تُعبّر فعلياً عن "جودة التعليم" كتصنيف QS وتصنيف ويبوماتركس webometricsوالأخير يقيس نشاط الجامعة عبر موقعها الإلكتروني فقط.
والأربعة هم، الأستاذ المميز الدكتور علي نايفة، والأستاذ الدكتور شاهر المومني، والأستاذ الدكتور مجدالدين خمش، والأستاذ الدكتور سري ناصر، حيث الأول والثاني دخلا طبقة العلماء الأكثر تأثيراً واستشهاداً بأبحاثهم على المستوى العالمي.
وأتفق الأساتذة في جلسة حوارية قدمتها طالبة الدكتوراه وفاء الخطيب في منتدى عبدالحميد شومان "أن واقع التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي بما فيه الأردن في أدنى قائمة التصنيف العالمي"، وأن الدول العربية تسبق فقط بعض دول القارة الأفريقية، مُحذرين من التراخي في معالجة هذه القضية ستجعل تلك الدول تسبقنا في غضون عشر سنوات.
الدكتور علي نايفة أستاذ مميز في الجامعة الأردنية والحاصل على جائزة بنيامين فرانكلين التي تعد أرفع جائزة عالمية، يستذكر كيف "كان إنشاء وزارة التعليم العالي نِقمة على التعليم العالي"، حيث بدأ بعد إنشائها تراجع التعليم العالي دون أن تتخذ "خطوات فعالة" سوى أنها جعلت من الجامعات "نسخ متطابقة" لا إبداع فيها. وتحسر "كيف تحل (6) جامعات إسرائيلية في تصنيف شنغهاي المُميز" بينما لا تدخله أي جامعة أردنية أو مصرية أو سورية أو عراقية، بينما دخلته بعض الجامعات الخليجية بفضل جنسيات عالمية.
وقال: "إن أساتذة الجامعات منهكين بالأعباء الكبيرة"، والكثير من الطلبة يقبلوا عبر استثناءات ويستمروا في الدراسة بدون الدخول في مرحلة (الغربلة)؛ فالطالب لا يحمل كتابا أو قلما بل يحمل (باكيت دخان وموبايل فقط)". ويبدعون في البحث عن "واسطات" للنجاح، مؤكداً أن "كل شيء يمكن أن يقبل الواسطة إلا العِلم".
وتحدث عن أن الدراسات العليا ضعيفة في الأردن، بل بعضها وصل إلى مرحلة التجارة"، وفي رده على سؤال حول "من المسؤول عن بيع رسائل الماجستير والدكتوراه؟" قال: "إنها مسؤولية الأساتذة"، ولم يستبعد مشاركة بعض الأساتذة بتلك التجارة.
ويقول الدكتور المومني أستاذ الرياضيات التطبيقية: جرى كل ذلك الانهيار والبعض "ما زال يتغنى بأمجاد الماضي" عندما كانت الجامعات الأردنية الرسمية لها سمعة عربية وعالمية، ويتوقع رئيس قسم الرياضيات في الأردنية – إذا بقينا في مكاننا- ستسبقنا كل دول العالم، ويضيف: "البطولات الوهمية انتهت"، وتكرار الحديث عن التميز والريادة حكاية دعائية التي لا تسندها الوقائع، بدون أن تظهر في تصنيف محترم كشنغهاي أو التايمز أو المؤشرات البحثية كتومسون رويترز، وسكوبس، وراصد التعليم العالي العالمية كـ science watch وغيرها التي ترتب موقع كل جامعة، وكل أستاذ جامعي، وكل باحث عالمي.
وقال: "إن أي أستاذ جامعي يدعي التفوق والشهرة العلمية، يُسأل أين موقعه في كل التصانيف العالمية أو مؤشرات البحث العالمية" خاصة في التخصصات العلمية والهندسية والطبية كون بعض التخصصات الإنسانية والاجتماعية تفتقر إلى تلك التصانيف العالمية.
ولا يرى حلولاً جادة في الأفق، ويراهن "على البدء من (الصفر) فيما يتعلق بالقوانين والأنظمة والتشريعات"، وأن لا نراكم الخيبات والتجارب الفاشلة وتلك المؤكدة الفشل. ويرى في بعض التجارب العالمية دروسا مفيدة ويمكن الاقتباس منها خاصة "تركيا!، وإيران!، وماليزيا فضلا عن سنغافورة، وكوريا" وبعضها "كانت الجامعات الأردنية أفضل من جامعاتها في سنيين خلت".
وحول البحث العلمي في الجامعات، تساءل كيف تبقى أنظمة الترقيات كما هي منذ أكثر من عشرين سنة متناسين توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقواعد البيانات البحثية التي يسرت وسرعت عملية البحث، منتقدا زملاء له ترقوا إلى رتبة الأستاذية وتوقفوا عن البحث، مشيرا إلى تراجع المستوى المعرفي لهم مع تقدم العلوم، ويقول فشلت الجامعات الأردنية في "إنشاء جيل من الباحثين" بالرغم من وجود كوادر بشرية عالية الكفاءة.
ودعا الدكتور المومني الجامعات الأردنية للمنافسة على تصنيف شنغهاي الذي يقيس حجم الجوائز العالمية لأساتذة الجامعة، ومقياس التايمز الذي يبحث عن الاستشهادات في الأبحاث التي ينشرها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
ويُشير الدكتور مجدالدين خمش رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية "أن القوانين والاستراتيجيات والسياسات المكتوبة تبدو عصرية وراقية وفعالة"، متسائلاً "إذن أين المشكلة؟" ليجيب "تكمن في الحياة اليومية والتفاصيل في الجامعة" ليسرد وقائع مخجلة تحديث يوميا وباستمرار داخل المحاضرات من "أساتذة لا يلتزمون بالتدريس، ويهربون من المحاضرات أو يحولون المحاضرة إلى ثرثرة وأحاديث عامة". وبعضهم "يتبجح بأنه انتصر على أنظمة المؤسسة لأن أحدا لم يكتشف مخالفاته". ويمضي بسرد السلبيات "بعض الأساتذة لا يهمه سوى لقب "دال نقطة""، منوهاً إلى انتشار ثقافة الاستهتار عند بعض الأساتذة، والتراخي في تطبيق التعليمات والأنظمة، والمجاملات في تنفيذ التشريعات، مطالباً بـ"لجان تدخل إلى غرفة الصف بشكل مفاجئ لتضبط عملية التدريس، والامتحانات، ولجان تضبط الجودة الأكاديمية".
ويقول: "إننا ما نزال نسير على تقليد عام 1962 عند تأسيس الجامعة الأردنية في العملية التعليمية حيث الأستاذ (يكتب) على اللوح والطلبة (ينقلون)، حيث أصبحت المادة العلمية التي تُقدم للطلبة ضعيفة، ومهلهلة، وقديمة".
الدكتور سري ناصر الذي يُعَد من مؤسسي قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية ختم نقاش الجلسة الحوارية قائلاً: "(بَطّلت) أعمل أبحاث، فعندما أنشر أبحاثاً لا تُقرأ، وأن قُرِئت لا تطبق، وأن طُبِقَتْ تُطبق بطريقة خاطئة".
النقاش التي أعقبته أسئلة حرفته عن مضمونه خاصة عند تدخل الأستاذ الدكتور عباطة التوايهه عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية عندما اعترض على كلمة رددها الدكتور نايفة عن أثر "العباية" السلبي ودور الاستثناءات في القبول الجامعي الذي احتج مستشهدا بنفسه "قادما من بيئة فقيرة في الجفر جنوب الأردن إلى الجامعة الأردنية ليكون طالبا مجتهدا ومتفوقا" ويتقلد لاحقاً مناصب رفيعة في الجامعات الأردنية. ليرد الدكتور نايفة بأنه "جاء من بيئة فقيرة جداً، ودخل أسرته يكاد يصل إلى الـ"صفر"" لكنه جد واجتهد ليصل إلى المراكز العلمية العالمية. ليتفقا "على حق كل إنسان أن يتعلم، ويحصل على مقعد جامعي لتحقيق العدالة الاجتماعية ولكن بشرط أن يخضع جميع الطلبة في الجامعة لمرحلة "غربلة" تُجبر غير المجتهد على الاجتهاد أو عليه ترك الجامعة".
جرت تلك الجلسة الحوارية في حين كانت تُعقد في وزارة التعليم العالي اجتماعات "استعراضية" بين رؤساء الجامعات الرسمية ووزيرها...بعضها لتسريع "قبض" مستحقات المنحة الخليجية، وبعضها الآخر ربما لدفن الرؤوس في الرمال وإنكار "الانهيار".

التعليقات

زيد الخوالدة (.) الثلاثاء, 07/01/2014 - 14:21

مقال موفق اخي ابراهيم العظامات.

محمد (.) الثلاثاء, 07/01/2014 - 18:22

يعني مقال طرح الموضوع وجرده بكل واقعية لكن لا زلنا لم نضع النقاط على الحروف فمثلا ليس كل من اجتمعوا هم اصحاب قرار
ثانيا مشكلتنا في ان اداراتنا (رؤساء الجامعات ونوابهم والعمداء) ليست بالمقدار المطلوب الاقل حد من الناحية البحثية والاكاديمية لا بل اصبح الباطون والزفتة (المقاولون)والالو.. هم من يتحكم في الجامعات ومرافقها
ثالثا اننا مجتمع ندعي التفوق والاجتهاد والابتكارات وووولان فاقد
الشىء لا يعطيه. فمثلا بعض الزملاء المشار اليهم في المقالة مع احترامي لهم وتقديري ضخم موضوعه بشكل اكثر من الواقع بكثير بحيث هو يكتب عن حاله وياتي بها الى المواقع الالكترونية والصحف ليكتبوا عنه (علما ان التمجيد والتضخيم هي صياغة الدكتور نفسه) وهذا يثبت بان كثير من الاكاديميين هم ضعيفين اكاديميا وبحثيا ولذلك ما يتناهى الى مسامعهم لا يميز من قبلهم اذا كان ضحلا او متميز
رابعا: الاكاديمي الجيد هو من يتحدث عنه الاكاديميين الغير اردنيين بل تكون انجزاتهم موثقة على الانترنت
خامسا. تطوير التعليم العالي لا يحتاج وزارة وانما مجلس تعليم عالي من الذوات الاكادميين برتبة دوله او معالي ومطعمة بعدد قليل من الاكاديميين العاملين (2 على الاكثر) وهذا يحتاج الى قرار سياسي

محمد (.) الاربعاء, 07/02/2014 - 00:08

وين تعليقي

عمر عليمات (.) الاربعاء, 07/02/2014 - 09:21

مقال واقعي على وضع التعليم العالي في هذه الأيام... بالتوفيق زميل ابراهيم العظمات...

ابراهيم العظامات (.) الاربعاء, 07/02/2014 - 09:48

أشكر كل من قرأ وعلق... ووجهات نظر تحترم......
لكن الأساتذو المذكورين في التقرير الصحفي لم يعرفوا أني سأكتب التقرير أبدا أولا......وثانيا ولم يصيغوا أو حتى يعلموا بصياغة حرف واحد........وحول عبارات التضخيم والتمجيد لا توجد أي عبارة تمجيد سوى ما هو موثق وحصل الاساتذة بشأنه على جوائز وسجلات عالمية موثقة ومنشورة ورقياً وإلكترونيا.....ثالثا نحن ننقل كلامهم وهو أهم مافيه صادر عن خبرات أردنية
رابعا الدكتور علي نايفة معروف عالميا وكانت صورته أتخذت كشعار logo في الجامعة الأردنية... والدكتور شاهر المومني يسجل حضوا بحثيا ضمن سجلات عالمية.......وهولاء كتب عنهم العالم الغربي والأوروبي أي لم يتحدثوا عن أنفسهم...هم تحدثوا عن التعليم العالي ....وخامسا لقب أستاذ مميز هة ترجمة لـ Distinguished Professor وهو لقبا أكاديميا معترفا به في الجامعات تماما مثل أستاذ شرف.......تعطى للأساتذة المتميزن بعد خبرة تدريسية وبحثية طويلة
والدكتور نايفة لقبه هكذا في جامعة فرجينا تك Virginia Tech
Dr. Ali H. Nayfeh
University Distinguished Professor Emeritus
هذه معلومات موثقة على الانترنت ومن موقع جامعة فيرجينا تك الرسمي.
وشكرا على تعليقك

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)