علماء بين الارض والسماء
طلبة نيوز

ا.د. نجيب ابو كركي*
نحن في عالم الاعلام واي كان ذو كلام لبق وعلى درجة معينة من العلم تتاح له فرصة اعلامية لاطلاقه وفريق ذو مآرب لركوب الموجة والاستفادة منها وجمهور اقرب للعذرية العلمية والمنطقية واللغوية احيانا مع وجود عامل الشبوبية والاندفاع يشكل هذا خليط فعال لبناء الاوهام او الايهام بالحقائق . لا يوجد انسان كامل ولا علم مطلق لذا فاظن ان محاولة استخدام العلم لزيادة منسوب الاقناع بالايمان هو استراتيجية غير مناسبة للتعميم لان العلم متغير ونسبي و مترابط وتدريجي تكشف بعض اجزائه نقاط قوة او نقاط ضعف الاجزاء الاخرى قد نقتنع بشكل مطلق بجزئية علمية يتضح بعدها انها خاطئة لانها كانت في منطقة ظلال انتظارا لتطور التقنية اللازمة لكشف خباياها هذا واضح مثلا في موضوع الذرة ومن ثم اجزائها التي لا تنفك النقنيات والعلم معا يثبتان تناهي الصغر المتناهي لاجزاء الاجزاء . الايمان الثابت بالتعريف ليس بحاجة لعلم متغير ومتحور ليثبته وعليه فاظن ان تبرير الايمان بالعلم منهج خطر على كليهما. يبقى ان المتحدثين بالجسور ما بين المفهومين لهم جمهور واسع مستعد وعلى نفس الدرجة للايمان وللعلم حتى مرحلة الانخداع الطوعي من يستمع لداع للايمان عبر العلم يعتقد نفسيا انه "يكسب اجر" وبالتالي فلديه قابلية للاعتقاد بانه محصن ضد الشطط بتفسير العلم لصالح الايمان او العكس اكتب هذا وفي الخلاصة اقول دعوا الناس تتحاور ولكن حصنوا انفسكم ضد الانجراف بلا كوابح وانظروا للعلم خاصة نظرة النقد الايجابي. قرأت الكثير مما كتب في الموضوع للتجسير بحسن نيه لكن النظر من زاوية واحدة لاي مشهد قد يتضمن احتمالية التعرض للانخداع البصري. وفي مجالنا بخصوص هذه الفكرة جزء كبير من كتاب طبعت منه ملايين النسخ لطبيب فرنسي احترم مقارباته بوجه عام وانا واثق من حسن نيته و يقارن بكتابه بين الاديان عبر جزئيات علمية خاطئة مئة بالمئة غير مستغربة ممن تعلم التشريح وغاص مسلحا بذلك ليفسر ما يجري بأعماق الارض. وعليه فحذار ممن تسلح بنظريتين او فرضيتين وسرح بعد ذلك في بلاد الله مدعيا الاحاطة بكل ما انجز وما سيتم انجازه من نظريات ..او لنقل استمعوا لهم ان استمعتم ولكن لا تبنوا على حديثهم نتائج مطلقة احتراما لمفهوم الايمان و لعقولكم.
* ا.د. نجيب ابو كركي / استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل - الجامعة الاردنية