طلبة نيوز- أ.د أمل نصير
يغيب الزمان في حضن الزمان، والضباب الأبيض المتهادي، وهذا المزج البديع بين بياض السهول والجبال والأشجار... نور على نور، وجمال بديع ما بعده جمال، والحروف تداعب حبات المطر المتساقطة على نوافذ البيت العتيق...توقظ الذكريات تلو الذكريات، والعين تعانق البعيد، وتوقد الزيت من جديد... وما زال الثلج يزين الساحات.
من شقوق الزمن أنظر اتأمل سحر وطني الفريد وسهوله الممتدة أمام ناظري، وعباءات الفرح بموسم ثري تدثرنا وتدفئنا، وما تكتنزه من خيرات الربيع القادم زهورا ملونة، وحشائش بديعة، ولارا تقطف بعضها وتشمها... وتبتسم وتنادي: تعالي ياجنى... جنى الحبيبة لا جنى العاصفة.
الثلج يغسل البشر، ومن منا لا يحتاج إلى الغسل من آثار الكذب والنفاق، والسياسة والحروب، وآكلي السحت الذين تركوا الأطفال في غزة وسوريا والعراق ... دونما دفء رغم آبار النفط وحقول الغاز...
وسهول حوران أدهشها البياض بعدما غرق نصفها لسنوات بالأحمر القاني، وأطفال وشيوخ سوريا أُشبعوا قصفا وجوعا وبردا... وقوافل الغرقى في قوارب الموت في البحار الغريبة ترتجف بردا وألما.
في غزة ودوما وبريقا وعرسال والزعتري... الثلج ليس كأي ثلج آخر، وكذا في كل منفى، لاجئون غارقون، يتنفسون البرد، ويلتحفون الريح، ويكرهون الساسة....
في عرسال والزعتري.. للثلج طعم آخر، ولون آخر، ورعشة أخرى، ولكنهم ما زالوا يأملون: في ذات ثلج سنعود إلى الوطن...
وأما القلب، فيرتل لكل الحزانى والثكالى: الثلج هو رسالة السماء، فأحيكوا الدعاء في حضرة الثلج، وابشروا برحمة الله تدثركم من البرد والوجع.
التعليقات
د. فاروق مجدلاوي (.) السبت, 02/21/2015 - 21:09
إلى أ.د. أمل نصير المحترمة
كلامك " المبهج المبكي " إن دل على شيء ، فإنما يدل على معاناتك كما هه حال المليار ونصف من العرب والمسلمين باستثناء الرؤوس التي تتحكم بهذه
الملايين ..... وبالرغم من هذه المعاناة ، ففي كلامك المبهج القنوت وعدم اليأس وبياض الثلج الذي أرسله الله مؤشرًا لوأد الظلم الذي خيم علينا منذ أن بدأ
ربيع الغير الأسود والدم القاني !!! أما ربيعنا الذي عرفناه منذ نعومة أظافرنا ، فإنه بإذن الله قادم وعائد ..... وبشر الصابرين !!
اضف تعليقك