طلبة نيوز

عن الدستور

كتبت :امان السائح

هل ستعيد فكرة الاجتماع الدوري لرؤساء الجامعات الاردنية الرسمية الالق والهمة والقوة مرة اخرى لتلك الجامعات، ليعود صوتها موحدا وعاليا،.. وهل سيعظم الاجتماع الدوري الذي اعادت فتح بوابته الجامعة الاردنية بعد غياب طويل، الهمة الى قرار الجامعات الرسمية لتعود الى ترتيب اوراقها بقوة وارادة وتترك بصمة جديدة على عطاء ومخرجات الجامعات الاردنية، اشتقنا لها جميعا. الاجتماع الذي احتضنته الجامعة الاردنية بعد طول غياب، والذي جمع كل رؤساء الجامعات الرسمية، كان بمثابة اعادة النصاب الى صوت افتقده الجميع، واشراك هؤلاء القادة رؤساء الجامعات بصياغة قرارهم المشترك المتعلق بحوالي 35 الف طالب يجوبون سنويا اعتاب الجامعات الرسمية بمختلف التخصصات . اجتماع وبشهادة جميع من حضر كان استثنائيا واتسم بالجدية الممزوجة بالدفء الحقيقي الذي جمعهم بعد غياب، وكانت قد تراكمت امامهم مجموعة من القضايا التي عرقلت نهوض الجامعات. رؤساء الجامعات الرسمية وبلا تردد وقفوا بصرامة في اجتماعهم قبل يومين امام قضايا منها مديونية الجامعات، وقضايا المخدرات والتطرف بين الشبابا، امتحان الكفاءة الجامعية، وقضية الموازي . رؤساء الجامعات في اجتماعهم الهام توافقوا على قضايا مختلفة ولم يتخذوا قرارا بشانها بعد، بل كانت ضمن سياق اولوياتهم واهتماماتهم، منها قضية التطرف بين قطاع الشباب وطلبة الجامعات، حيث اعتبر رؤساء الجامعات انه من الاولى والاجدى اعطاء هؤلاء الطلبة جل الاهتمام في التوعية والتوجيه الصحيح، من خلال مادة التربية الوطنية لتطويع سلوكهم نحو المواطنة الحقيقية والدين الاسلامي الوسطي الحقيقي بما ينعكس على الطالب نفسه واسرته ووطنه وبالتالي على سلوكه الفعلي. وتوافق الرؤساء ان تضم مادة التربية الوطنية مزيدا من الملفات المتعلقة بمفهوم الارهاب والتطرف، وان تتحول هذ المادة الى حلقة نقاش يستمتع بها الطالب ويبث فيها افكاره وربما شكوكه واهتماماته بكل من حوله لصالح امته ووطنه، والتركيز على اساتذة تلك المادة بما يجلب الخير لهؤلاء الطلبة ويقودهم الى طريق الصواب والتمييز بين الايجابي والسلبي. رؤساء الجامعات الرسمية تفوقوا على انفسهم بامتياز وكانوا كما يجب ان يكون القائد في مملكته وبين طلبته وتحدثوا عن مفاصل هامة من ضمنها امتحان الكفاءة الجامعية وكيف يؤثر ايجابيا على سمعة الجامعة ومستواها، والكيفية التي يمكن من خلالها الطالب ان يهتم بدراسته ومنهاجه ومستواه الاكاديمي، بان تتحول نتيجة الامتحان الى درجة تكتب على شهادته الجامعية، ليشعر الطالب بمزيد من المسؤولية تجاه الامتحان وجامعته. رؤساء الجامعات لم يحسموا قرارهم بعد، لكنهم توافقوا على تفاصيله لتحسم في اجتماعهم القادم نهاية اب المقبل. رؤساء الجامعات ايضا توافقوا على ضرورة البحث عن سلوك حقيقي للطالب يبعده عن العنف والمخدرات التي اصبحت منتشرة الى حد ما بين صفوف الطلبة، وكيفية الحد من هذا السلوك السلبي الذي يؤدي بالطالب ربما الى التطرف والارهاب، وفقدان التوازن السلوكي بكل تفاصيل حياته، وتؤدي به الى خسران مستقبله، والبحث فقط عن مساحة تجعله يسعى الى تلك المظاهر المؤذية، وذلك عبر تفعيل انشطة الطالب اللامنهجية، والتركيز على سلوك الطالب عبر دمجه بمعلومات واضحة وتوعوية ترشده الى الطريق الصحيح. والاهم في جدول اعمالهم غير المخطط له مسبقا ، كانت قضية البرنامج الموازي والحديث عن امكانية تعويض الجامعات ماليا دون اللجوء للبرنامج الموازي كما يشاع بالصالونات السياسية والتعليمية. وكان العصف الذهني يتحدث بين رؤساء الجامعات عن ضرورة حسم تلك الامور سريعا لتتمكن الجامعات من ترتيب اوراقها ومعرفة ما لها وماعليها. اللقاء الذي جمع رؤساء الجامعات بعد غياب وباعتذار من وزير التعليم العالي كان ينقصه وجود حكومي بينهم وهو بالطبع وزير التعليم العالي الذي اعتذر بشكل شخصي عن الحضور لارتباط مسبق له لا يمكنه الاعتذار عنه، لكنه كان جادا بتعزيز مثل تلك اللقاءات وبانه سيقف على ما جرى من امور توافقية، وايصالها لاصحاب القرار والتباحث فيها بشكل جدي. لقاءات لا يمكنها الا ان تكون ايجابية جدا، لانها مساحة للمصارحة والمكاشفة والاستفادة من تجارب النجاح بين هذه المؤسسات الاهم والاقوى،.. حوارات لابد ان تتعاظم وتشتد قوتها ويكبر اطار مواضيعها ليكون دوما صوت الجامعات هو الاقوى والاكثر علمية وموضوعية والاكثر قربا لنبض الشارع . بانتظار ان تتحول هذه اللقاءات الى قرارات واضحة وملموسة ومعلنة، على الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاه الجامعات الاردنية رصيد الاردن البشري ومصدر رفعتها ونمائها -