طلبة نيوز- بقلم: الدكتور عدنان الشريم/ قسم اللغة العربية

تُرى، ماذا يقولُ المرءُ في مقام الوداع؟ وأيُّ وداع؟ إنَّه وداعُ الإنسان، والأخ والصديق والزميل والقامة الأكاديمية والعلمية وصاحب العطوفة، أستاذنا المبجَّل، الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة الأكرم، رئيس جامعتنا الحبيبة جامعة إربدَ الأهليَّة. ماذا نقولُ في هذا المقام؟ ها أنت اليوم تودعنا، ولكن، هل أنت من يُودِّعنا؟ أم نحن أحرى بوداعِك؟ أمَّا أنت، فلم تأتِ لترحل، فأنت باقٍ في وجداننا وجوارحنا، لقد صدقت يا إيليا أبو ماضي إذ تقول:

ما في الوَداعِ سِوى تَلَعثُمِ أَلسُنٍ وَذُهولِ أَرواحٍ وَهَمٍّ مُطبِقِ

ومهما تفتَّحت القريحة؛ لانتقاء أطيب الكَلِمِ، وأصدق المشاعر، تقف الكلماتُ عاجزةً عن وفاءِ صاحبِ الفضل حقّه، ولكنْ، من جحدَ الحقَّ أثمْ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، أجل، أستاذنا المبجَّل الدكتور أحمد منصور الخصاونة شكرًا لكم وفاءً وتقديرًا وعرفانًا شكرًا لكم على ما بذلتموه من وقتٍ وجهد في سبيل رفعة جامعتنا الحبيبة، الجامعة التي نهضت من جديد، وقد ارتدت حلةً أحمديَّةً خصاونيَّةً لتستقبل، عيدها الذهبي الجديد.

يقولون: من حفظَ العهدَ وفى، وأيمُ اللهِ، إنَّك حفظت العهد ووفيتَ بما عاهدتَ جامعتنا مذْ وطئتْ قدماك ترابها؛ فجعلت منها رقمًا صعبًا بين أقرانها من الجامعات، وقد غدتْ، بفضلِ اللهِ ومنتِهِ، ذاك الرَّقم.

يقولون: من صدقَ اللهَ علا، وأيمُ اللهِ.. إنَّك صدقت الله، فعلوتَ في نفوسنا وفي ضمائرنا وفي وجداننا؛ بما حققتُهُ من سمعةٍ عريقةٍ لهذه الجامعة، التي ما فتئتْ تُطاولُ عَنَانَ السَّماءِ رفعةً وتطورًا وارتقاءً.

عبثًا لو أردنا أن نحصي جهودكم بكلمات، فمهما أحصيناها، تظل القائمة طويلة جدًا، ولكن نقول: لقد وصلت جامعتنا إلى ما وصلت إليه؛ بفضل جهودكم التي لم تفتأ تستحدث البرامج الجديدة والنوعية والحداثية والرائدة في مختلف الكليات والدوائر، ولم تفتأ تضاعف أعداد طلبة الجامعة يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، وقد شرعتَم في تحسين نوعية التعليم فحدَّثتم البنية التحتية التي تزيَّت بها جامعتنا، فغدت جامعةً تجاري كُبرى الجامعات في أفنيتها الآخَّاذة وفي قاعاتها ومختبراتها ومقتنياتها الذكية وخدماتها المحوسبة وأنظمتها المؤتمتة، وقد عزَّزتم شراكات الجامعة وتشبيكها بأرقى الجامعات والاتفاقيات الأوروبيَّة والعربيَّة والمحليَّة، وقافلة المنجزات تطول وتطول.

عطوفة رئيس جامعة إربد الأهلية الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة الأكرم، أستميحكم عذرًا لو لم أبلغ حقكم، ولعلي قد فعلت، فهما اجتهدت فسأبقى المقصر، والله من وراء القصد.