طلبة نيوز- محمد مصطفى الدلالعه

تبيض الدجاجة بيضة واحدة زهيدة الثمن فتملأ الدنيا صراخاً، بينما تضع السمكة الآلاف من بيض الكافيار غالي الثمن ...وهي صامته.

عزيزي القارئ ....
بمجرد أن قرات أسطري الأولى فإنه بالتأكيد سيتبادر لذهنك اناس تعاملت معهم في الحياة العملية كالدجاج شعارهم " من لا يعمل لا يخطأ " بمجرد أن قام أحدهم بأقل واجباته يملأ مكان عمله صراخاً، منتظراً التصفيق والمديح من هنا وهناك، مطالباً بالمكافأت والترقيات، ولكن للأسف تُحقق لهم الأمنيات.
في حين نجد آخرين شعارهم" كن في عملك كمن يمشي على الرمل لا يُسمع صوته ولكن يُرى أثره" ، نشعر بانجازاتهم الصامته، وابداعاتهم العبقرية، لا سقف لطموحاتهم، ولا مثبّط لعزائمهم، ولا محبط لتحقيق اهدافهم وتنفيذ خططهم المؤسسية، ولكن وللأسف لا داعم لهم غالباً ولا سند، ولا حتى مؤيد ولا شاكر، وان اخطأوا – وهذا منطقي لأن من يعمل يخطأ- فإن القوانين تُصاغ لهم وتفعّل، واللجان تشكّل، وأصوات الجلادين الشامتين تتعالى هنا وهناك.

ولأن لكل مجتهد نصيب، وهو من قلبي قريب فانني أقول له:

أبشر يا من تعشق عملك، وتخلص لمؤسستك، وتبذل الغالي والنفيس للارتقاء بها، وتستثمر وقتك بكفاءة، وتؤمن بان التعلم مستمر لا يتوقف، تحذو حذو المبدعين والمبتكرين، وتحترم انسانية المراجعين، وتنشر المحبة والألفة بين الموظفين، همتك عالية، وعزيمتك قوية، تتحدى المشاكل وتبتسم للفشل الذي يليه النجاح، صاحب هدف نبيل وخطة ثاقبة، بصماتك في عملك واضحة، ولأنظار القادة المخلصين جاذبة...

أبشر بأنك قصة تستحق القراءة، ومنها تؤخذ العبر والافادة، لن تذبل أوراق صفحاتها مدى الدهر، وسيأتي يوماً يقولون مرّ وهذا الأثر، تبث في الآخرين الأمل ومرجعاً لمن تسلح بتقوى الله في العمل، لن ينساها من عشق النجاح، واتخذ من كفاءته السلاح.

ولأن التاريخ بطبعه قاسي، ولتفاصيل الجميع حافظ لا ناسي، فان للدجاج نصيب من أسطره السوداء، فكيف ينساه وقد اتخذ من اكتاف الآخرين سلماً نحو النجاح الوهمي، همه المناصب والمكاسب، دون أن يقوم بانجاز ولا حتى واجب، قد يحصل (وللأسف) على ما يريد ولكن لن يرتاح على وسادته يوماً بالتأكيد.

عزيزي القارئ...
الحياة قصيرة متقلبة، فيها الجود وفيها المحل...فلتكن قصة جميلة مليئة بالعطاء والتميز تستحق القراءة، ولا تملأ الدنيا صراخاً لتقول للآخرين انا موجود بل دع انجازاتك الابداعية سفيرك لدى الآخرين.