طلبة نيوز- كتب: نسيم عنيزات
لا يوجد أحد فوق القانون، لأن احترامه وتطبيقه واجب وينسجم مع الدستور الذي ينظم العلاقة بين المواطن والدولة، ولكن ان يستغل القانون من قبل بعض رجال الأمن العام الذين وجدوا اصلا لحمايته ولتطبيقه بعدالة وامانة فهذا غير مقبول.
هذه المقدمة اكتبها لأصل الى ما اصبح يعاني منه المواطن الأردني مؤخرا من ممارسات خاطئة من بعض رجال الأمن العام في التعامل معه بطريقة بعيدة عن الحضارية وكأن المواطن مجرما خطيرا متناسين القاعدة التي تقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته.
فأصبحنا نشهد ممارسات بعيدة كل البعد عما عودنا عليه جهاز الأمن العام فما حدث معي شخصيا مساء امس الاول هو جزء من شكاوى عديدة اصبح المواطن يتذمر منها وهذه الحادثة ليست الاولى التي يتذمر منها المواطن.
طبعا نحن نقدر ضغط العمل الذي يتعرض له رجل الأمن خاصة بهذا الوقت الذي تمر به المملكة والمنطقة لكن هذا لا يجوز ان ينعكس على المواطن الذي على رجل الأمن ان يتعامل معه بأن له حقوقا و واجبات يجب أن تحترم كما هي بالدستور والقانون لا على أساس انه بمجرد ورود اسم شخص مطلوب الى التنفيذ القضائي فهو مجرم خطير، فعلى التنفيذ القضائي أولا ان يعلم الشخص المطلوب بأن عليه طلب أما عن طريق الرسائل الالكترونية او غيرها خاصة في الأمور المالية التي توجب الانذار،  وأصبح المطلوب من المواطن أن يراجع التنفيذ القضائي في الصباح والمساء من كل يوم لأنه معرض أن يطلب بأي وقت ولحظة.
أما ما حدث معي وهذا يحدث مع كثيرين يوميا بأنه عندما كنت عائدا أوقفني أحد رجال الأمن وطلب مني رخصة القيادة والسيارة بطريقة استفزازية وكأنني مجرم خطير فعندما سألته هل عملت شيئا خطأ، أجاب بطريقة غير لائقة ايضا» بعدين» وطلب مني النزول من السيارة واغلاق ابوابها ومن ثم حملني بسيارته العسكرية واغلق الابوب وانا وسط صمت وذهول غريبين، وبعد ان تحرك واعلمته بأنني صحفي تغير اسلوبه واخبرني بأنني مطلوب الى التنفيذ القضائي، وبعد المراجعة تبين ان التعمميم صادر يوم 2/1 / 2015 على قضية تأمين سيارة وتم دفع المبلغ فاعتقد انه بما ان رجال الأمن بإمكانهم إلقاء القبض على المواطن المطلوب بهذه السرعة فهناك سؤال يطرحه الكثيرون: أين المطلوبون الخطيرون وسارقو السيارات وغيرهم الكثير الكثير؟!
 أما عن ممارسات الدوريات الخارجية فحدث ولا حرج، ناهيك عن التعامل مع راكبي الباصات عندما يتم الطلب منهم النزول بحسب المظهر، والمصيبة إذا كنت رجلا محترما وكنت ناسيا بطاقتك الشخصية فأنت مجرم وانتظر ماذا سيحل بك!!
أصبحت هذه التصرفات محل تذمر لدى الكثيرين ونحن نضعها أمام عطوفة مدير الأمن العام الذي نحترمه ونقدر جهوده وقد أشدت بإجراءته في وقت سابق أي أننا لا ننتقد فقط وانما ايضا نشكر عند الانجاز.
 نسمع كل يوم احداثا كثيرة واشخاصا مطلوبين منذ سنوات كثيرة وعليهم قضايا عديدة، اين هم الآن وهل يعجز جهاز الأمن الذي نكن له كل الاحترام من القبض عليهم أم يستسهلوا الاشخاص المطلوبين لقضايا مالية، نحن نعلم أن الأمن ينفذ التعليمات ولكن يجب ان يكون هناك اسلوب حضاري يحترم القانون أولا والمواطن ثانيا وذلك عن طريق ايجاد آلية بين جميع الجهات وعلى التنفيذ القضائي ان يعلم المطلوب ولو برسالة ايضا، فالمواطن الأردني يعتبر نموذجا في المنطقه بحبه وانتمائه لوطنه وقيادته على الرغم من كل الأحداث التي عصفت وتعصف بالمنطقة
عندما ننتقد هنا ونرفض بعض هذه الممارسات فنحن لا نقصد الجهاز بحد ذاته انما ببعض اشخاصه الذين بتصرفاتهم هذه يسيؤون ويدمرون ولا يصلحون، فنحن في الاصل لسنا دولة بوليسية ولم نكن يوما كذلك، الا ان بعض افراد الامن بتصرفاتهم يعكسون انطباعا سلبيا عند المواطن الذي نحن الآن اكثر حاجة لأن نوحد صفنا ونلتف حول بلدنا وقيادتنا.
هذا الموضوع نضعه امام مدير الأمن العام ليس كموقف شخصي وانما أصبح مدار تذمر الكثيرين،ولا ننكر ما حققه مدير الأمن والجهاز من انجازات تحترم وتقدر لكن لا نريد لبعض الممارسات الفردية الخاطئة أن تغطي هذه الإنجازات.