TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاستثمار فى الموارد البشرية، هل تاتي النتائج بمستوى التطلعات ؟
25/03/2015 - 2:45am

طلبة نيوز- .أ.د نضال يونس

قبل سبعة عشر عاماً اجتمع سيرجى برن مع لاري بيج من جامعة ستانفورد لتاسيس شركة جوجل، كان اهم اهداف الشركة انذاك البحث عن اصحاب المواهب والابداعات لتاسيس شركة تعنى بامور البحث على شبكة الانترنت من خلال معادلات رياضية فريدة تستطيع أن تفكر مع الباحث وتأتي له بالمعلومة في أسرع وقت ممكن، وكانت اهم الخطط التى وضعها برن و بيج تطوير "بيئة" الشركة كى تصبح افضل بيئة عمل فى امريكا لؤلئك المبدعين الذين نستمتع اليوم بخدماتهم صباح مساء، حتى اصبحت شركة جوجل النموذج المحتذى في البيئة الوظيفية واحتضان المواهب فى مجال الانترنت وتكنولوجيا المعلومات..

ولطالما كنت اسرح فى خيالي عن ضرورة وجود مثل هذه الافكار وتلك الشركات الداعمة لأطفالنا وشبابنا كخط مباشر لامتلاك الابتكار وتشجيع المواهب، ليكونوا نواة الاستثمار فى الموارد البشرية الاردنية، وقطعاً ما بين شركة جوجل والشركات الاردنية ، ورؤية بلدان تسابق الريح بمنتجاتها، وآخر يحاول فك رموز التقدم والتطور الحضاري، فوجئت اليوم وأنا اقرأ الرسالة الملكية الموجهه لرئيس الوزراء بضرورة الاسراع بتشكيل "لجنة وطنية لتنمية الموارد البشرية"، وما فاجأني ليست الفكرة رغم قيمتها غير العادية فى التاكيد على اهمية الاستثمار بالإنسان الاردني عبر التعليم والتدريب والتاهيل لإعداد جيل من الشباب القادر على التفكير المستنير والتحليل والإبداع والتميز ، وإنما تاكيد الملك عبد الله الثاني على اهمية تطوير "منظومة متكاملة للتعليم"، تستوجب التنفيذ العملي للخطط والبرامج، وسرعة الإنجاز، ومواكبة أحدث المعايير الدولية لتعظيم الاستفادة من الطاقات البشرية الاردنية.

الإضافة الأخرى التى يمكن تحقيقها عبر هذه اللجنة هى مشاركة اساتذة جامعيون متخصصون فى مختلف التخصصات العلمية، و طلبة متميزون فى فكرهم أوابحاثهم فى اعمالها تنفيذا للهدف الثالث للجامعات الاردنية " خدمة المجتمع"،الوجه شبه الغائب عن عملها، وكيف يمكن للجامعات ان تسهم فى بناء نواة جيل المعرفة والابتكارات الذى بقي بعيداً عن عملها رغم وجود العديد من المواهب الجامعية الضائعة، لكن خطاب الملك عبد الله الثاني كان فصلاً آخر في الطريق لتطوير منظومة متكاملة للتعليم يمكن تحويلها إلى استثمار وطني، مثلما حدث لدى كل الشعوب المتقدمة والمتحضرة.

المعروف عنا المبالغة في الحديث عن الاول والاطول والاكبر، والتنافس فى عقد الندوات والمؤتمرات، التى شكلت الصورة النمطية للانجازات التى تحدث فى مؤسساتنا ، وهذا وجه يجب أن نعترف بوجوده ، ولكنه ليس النموذج الحقيقي لوجه آخر نتطلع لرؤيته ينمو ويزدهر بمدارسنا وجامعاتنا، ترعاه هيئات وإدارات ومؤسسات بحثية مثل المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا، وصندوق البحث العلمي، ومركز حمدى منكو للبحوث، وشركة الكادبي في رفع قيمة الموهبة وتنميتها، ولعل هذا التدافع على الحصول على دعم مالي للبحوث العلمية غير العادي، يؤكد أن وعياً عاماً بدأ يأخذ اتجاهه نحو قيمة العلم والبحث عن طريق جديد لعلمائنا واساتذتنا وبتشجيع من جامعاتنا، ليعطينا التفاؤل بأننا نزرع النواة لجيل آخر سوف يذهب بمجتمعنا ووبلدنا إلى مواقع السباق العلمي، وهذه ليست أماني لمن يؤمن أن الفكر والابداع لا يحتكره عنصر وعرق، أو بيئة إذا ما توفر المناخ الداعم الذي يسهم في تفجير الطاقات المبدعة في الإنسان منذ البدايات الأولى لطفولته، خصوصا اذا ما تزامن ذلك مع وعي الأسرة ودعم المدرسة والمجتمع في الكشف على تلك القدرات وتنميتها.

ما قرأته فى هذه الرسالة عن أهمية "التنفيذ العملي للخطط والبرامج، وسرعة الإنجاز، مع ضرورة احداث التكامل فى جهود تنمية القوى البشرية من خلال التنسيق بين مؤسسات التعليم وبرامجها، يبشرنا بأن طريقاً جديداً ينفتح لتعزيز مخرجات وجودة وكفاءة التعليم، وأن جيلاً لا بد ان يأخذ زمام المبادرة في تشكيل ذاته من خلال اليات لم تكن موجودة أو انها غير مفعلة، خصوصا اذا ما استثمرت هذه الطاقات والخامات بالشكل الصحيح وعلى قواعد "الاهلية والكفاءة" كاستراتيجية ضرورية في نهضتنا وتقدمنا، فإن النتائج ستكون كبيرة وبمعيار النتافس مع دول العالم المتقدم.

التعليقات

د. محمد شريف الشريدة (.) الاربعاء, 03/25/2015 - 07:45

لا اختلف مع ما ذهب اليه ا.د نضال من تحليل لابعاد الرساله الملكية، حيث انها تأتي في سياق التأكيد العملي الدائم والمستمر من لدن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في متابعته لكل المسارات التي ترفع من شأن الفرد الاردني ومؤسساته.
لا يختلف اثنان على ان جلالته يتابع شخصياً مثل هذه القضايا المفصلية لبناء الهيكل التعليمي التعلمي الذي يلبي الطموحات، بالرغم من حجم المسؤوليات الضخمة والقضايا الاقليمية والدوليه الملتهبه والمحيطه بنا التي تشغله. ولا اعتقد على الاطلاق بأن صاحب الجلاله لا يتابع شخصيا ًما يكتب من ملاحظات فعاله وبناءه من الفئه الاردنية والقاعده المخلصه في وسائل الاعلام الاردنية المنتشره لتكون لجلالته بمثابة رافد اضافي للمعلومات التي تهم الوطن والمواطن.
المهم في ذلك يكمن في طرح التساؤلات التاليه:
- هل لدى الحكومه القدرة الكافية لقراءة والتقاط تلك الرسائل الملكية السامية بالطريقه التي يأمل جلالته تحقيق مخرجاتها؟
- هل لدى اصحاب العلاقة في الحكومه والتعليم الجرأه على نقل المشاكل والمعيقات المبنيه على دراسات حقيقية وموضوعيه الى جلالته ووضع التصور المنطقي الذي يلائم قدرتنا وحركتنا بعيداً عن نمطية الاجابات والخطابات المعروفه؟
- هل سيتم اختيار تلك اللجنه على اسس شفافه وصادقة يضمن معيار النزاهة الذي يحقق الاهداف التي جاءت بها الرسالة الملكية السامية؟
- هل لدى الحكومة القدرة على المراجعة والاعتراف باخطائها في عرقلة مسيرة الاقتصاد والاستثمار في مجال التعليم؟
اسئله كثيرة بحاجه لأجابات صادقة من خطة زمنية محكمه وبزمن قصير من شأنها أن تحدث عملية التغيير التي ينشدها صاحب الجلاله في تحسين الصوره التعليمية والاقتصاديه وغيرها لتكون مصدراً للدخل سببه الاستثمار في الموارد البشريه الذي اراده جلالة الملك حفظه الله.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)